نحن هنا في مصاعد أسترا، يتمحور اهتمامنا بالكامل حول المصاعد، القديمة منها والجديدة. لدينا المصاعد الحديثة والعصرية التي نقدمها لكم، ولكننا نجد أيضا في تاريخ تطويرها أمرًا مثيرًا جدا للاهتمام، لذلك نأخذكم عبر هذا الموضوع في جولة للتعرف على قصة وتاريخ المصاعد الكهربائية.

أضحت المصاعد في الوقت الحاضر موجودة في أغلب المباني متعددة الطوابق، وهي بديل مفيد عن الأدراج التي تحولت إلى هاجس للكثيرين، حتى أنه أصبح من الصعب الإنكار بأن المصاعد جعلت من عامة الناس كسولين جدا. وعلى مر السنوات تطورت المصاعد أكثر وأكثر لتكون آلات تعمل بكامل طاقتها حتى أصبحت كما هي عليه اليوم.

هكذا كانت البداية

يمكن القول أن فكرة المصاعد ترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد وكانت خاصة فقط برافعات السلع، ورغم أنه مر وقت طويل إلا أن الواقع لم يشهد الكثير من التطور، إضافة إلى مصاعد العصور الوسطى التي نسميها اليوم بالرافعات، وخلال تلك الحقب الزمانية اعتمدت الآلات على استخدام القوة الحيوانية والبشرية فضلا عن الآليات المدفوعة بالمياه.

أما المصاعد التي نعرفها اليوم فقد استحدثت لأول مرة خلال سنوات 1800 وكانت تعمل بالبخار والغطاسات الهيدروليكية، وكانت تشتغل بواسطة الأشخاص الذين يستخدمون المصعد حيث يقومون باستخدام الحبال في الداخل من أجل توجيه الصمامات التي كانت تسيطر على تدفق المياه، وبعدها تم تطوير هذا النظام لمستويات أكبر من التحكم مما يجعل السرعة أكبر.

وتم استحداث مصاعد القوة التقليدية خلال منتصف القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة على شكل رافعات الشحن التي كان تشغيلها يتم بين طابقين اثنين في مبنى مدينة نيويورك، وفي عام 1853 قدم إليشا أوتيس فكرة المصعد الآمن الذي يضمن الوضع الاحترازي للمركبات ضد السقوط، وكان هذا الإبداع الحديث جزءًا لا يتجزأ من قصة تطوير المصاعد.

ووفقا للتاريخ الأمريكي فخلال عام 1857 تم تشغيل أول مصاعد أوتيس في هذا المجال، وكان ذلك لصالح أحد المتجر بمدينة نيويورك. وبعد عشر سنوات من هذا الإنجاز، أنشأ أبناء إليشا شركة الإخوة أوتيس والتي حققت إنتاج كميات كبيرة من المصاعد وأصبحت الأشهر في العالم في هذا المجال قبل أن تدخل شركات أخرى إلى المجال للمنافسة. كما وجدت تصاميم أخرى مثل نماذج المسمار المدفوع والحبل الموجه وأدخلت إلى عالم المصاعد أيضا.

ووصلت الكهرباء

مع بروز الكهرباء واستخداماتها في وقت لاحق من القرن التاسع عشر، أصبح من الملهم إضافة محرك كهربائي لتكنولوجيا المصاعد الموجودة، وهو ما قام به المخترع الألماني فيرنر فون سيمنز مع ذلك المحرك الكهربائي الموجود في عربة المصعد، وهو التصميم الذي سعد على توظيف مخططات أخرى لتطوير المصاعد الكهربائية، كان أبرزها في عام 1887 بالتيمور، عندما تمت إضافة أسطوانة يمر عبرها حبل الرفع المستخدم، ولكن هذه الاسطوانات لم تكن كبيرة بما يكفي لاستخدامها في ناطحات السحاب.

وفي أعقاب ذلك، بدأت تكنولوجيا الموتورات والماكينات والأساليب المستخدمة تتطور بسرعة أكبر، ففي عام 1889 برز المصعد الكهربائي المتصل ليسمح للمباني الأطول بأن تكون جزءًا من العمارة بدءًا من عام 1903، وتطورت التصاميم إلى المصاعد الكهربائية بدون التروس.

* طالع أيضًا: الفرق بين السلالم والمصاعد الكهربائية لصعود أعلى الأبراج في العالم

وبمرور الوقت، تم إضافة المحركات متعددة السرعة لتحل مكان النماذج التي تعتمد على السرعة الواحدة، وبالتالي أصبح التحكم في الهبوط أكثر سلاسة، ثم استبدلت طرق تبديل السرعة اليدوية بالتكنولوجيا الكهرومغناطيسية، وفي نهاية المطاف تم تحديث المصاعد بإضافة أزرار التحكم وأنظمة الإشارات.

واليوم…

في الوقت الحاضر، هناك تقنية معقدة جدا مستخدمة في المصاعد الحديثة من أجل التحكم في سرعة العربات، وبالإضافة إلى ذلك فقد تم استبدال الأزرار بلوحات المفاتيح. ولأن جميع المصاعد أصبحت تعمل تلقائيا، فقد أصبحت قوة المحركات والتصميم الداخلي للمصاعد هو السمة الرئيسية التي يشتغل عليها الجميع.