عودناكم هنا في مدونة شركة أسترا للمصاعد على الكتابة عن الأمور التقنية وبعض النصائح الخاصة بالاستخدامات العملية الخاصة بشتى أنواع المصاعد الكهربائية، أما اليوم فاخترنا أن نطير بكم إلى عالم الأشخاص الذين يعانون من رهاب المصاعد أو الإسكالافوبيا، فإذا كنت ممن يخافون ركوب المصاعد الكهربائية، فإن هذا الموضوع وهذه النصائح كتبت خصيصا لك.

ما هو رهاب المصاعد؟

دائمًا ما نلتقي بأشخاص يعانون من الإسكالافوبيا رهاب متعلق بالمصعد بشكل دائم أو منتظم. ويعتبر هذا الرهاب في الواقع واحدًا من أكثر أنواع الفوبيا شيوعا في العالم، خصوصًا وأن المجتمع الحديث أصبح يعتمد بشدة على المصاعد الكهربائية، لذلك فقد قررنا أن أن تكون مهمتنا اليوم لمساعدة قرائنا على التعامل مع رهابهم، مرة واحدة وإلى الأبد.

عوارض هذا العصاب الرهابي مزمنة وتشبه نوبات الهلع مما يجعل تصرفات الشخص غير مقبولة قد تعرض حياته للخطر، وأسباب هذ الرهاب نفسية ترتبط بالتواجد داخل الأماكن الضيقة والمظلمة، تجعل المرء يصاب بالدوار بداية الأمر ثم بمجموعة أعراض أخرى كتسارع دقات قلب والاختناق والشعور بوجع في الصدر إضافة إلى الارتجاف والغثيان والإغماء وحتى الإصابة بشلل مؤقت.

كيف تتغلب على رهاب المصاعد؟

يقترح الخبراء أنه من الممكن التغلب على الفوبيا الشديدة بالحصول على مساعدة مناسبة، وباتباع هذه الطرائق:

أولا: المواجهة

يُعرَّف الرهاب بأنه “خوف غير عقلاني من شيء غير مؤذٍ على الإطلاق”. ولعل أكثر الطرق فعالية لمعالجة هذه الحالة هو من خلال التعرض للشيء الذي تخشى منه ومواجهته؛ ويقصد هنا إجبار نفسك على التعامل مع الشيء الذي تخشاه بوتيرة بطيئة للغاية حتى تتمكن من البدء في فهم مدى خوفك غير العقلاني في الواقع. ومن المثير للاهتمام أن هذه الطريقة أثبتت نجاحها للأشخاص الذين يعانون من رهاب العناكب الشديد (الخوف من العناكب)، وبلا شك فإنها ستؤدي دورها مع ذوي رهاب المصاعد.

عند الركوب والمواجهة عليك بتعديل عاداتك.. قم بالنظر إلى الأمام وليس إلى الأسفل حتى تستطيع البقاء ثابتًا وحتى تتخلّص من أي دوار قد تشعر به، ثم قم بالإمساك بالدرابزين الجانبي أو بأحد الأشخاص لتستطيع تثبيت نفسك وتجنب الشعور بالدوار.. والأهم أيضا أن تقوم بركوب المصعد عندما يكون فارغًا من أجل مواجهة الخوف.

تذكر تكنولوجيا المصاعد

غالبية الناس الذين يعانون من رهاب المصاعد لا يخافون في الواقع من العربة نفسها، بل يخافون من السقوط لا شعوريًا. ولحسن الحظ ، فإن العلوم التي كانت وراء تكنولوجيا المصاعد والتي تم تطويرها في أواخر القرن التاسع عشر من طرف إليشا جريفز أوتيس، تمكنت من منع المصاعد من السقوط الحر.

حيث يتم  تركيبها بآلية كسر آمنة جدًّا من شأنها إيقاف الكابينة إذا كان هناك أي خطأ خطير قد يتسبب في السقوط الحر. وبالإضافة إلى ذلك ، تم تزويد كل كابينة مصعد بكابلات فولاذية قوية يتراوح عددها بين 8 إلى 12 كابلًا، وهي قوية بما يكفي لحمل وزن الكابينة وركابها بشكل فردي.

 

العلاج والمساعدة من طرف المختصين

بالنسبة للكثير من الناس، قد يكون علاج الرهاب صعباً وقد يكون من الحكمة استشارة مختص محترف. في الواقع ، إذا كان رهابك يمنعك من القيام ببعض الأنشطة اليومية المهمة، فيتم تعريفه هنا على أنه اضطراب “قلق شديد للغاية” ويمكن علاجه بشيء يعرف باسم العلاج السلوكي المعرفي (CBT).

يقال إن رهاب المصاعد ينبع من اثنين من اضطرابات القلق المعروفة، أولها يعرف باسم رهاب الإحتجاز  “claustrophobia” أو الخوف من الأماكن المغلقة، والآخر يسمّى “cleithrophobia” وهو الخوف من الوقوع في مأزق دون مخرج. ولكن ولحسن الحظ، فإن تلك الأيام التي كنت تتجنب فيها المصاعد يمكن أن تكون من الماضي بمجرد معالجة السبب الجذري من قبل المختصين.

للإشارة فإن البعض يقومون باستخدام العلاج بالتنويم المغناطيسي، اعتقادًا من المعالجين بأن العقل الباطن يتفاعل بشكل غير ملائم مع تلك المواقف، وهذا العلاج يتم في جلسة واحدة فقط من خلال عملية التعرض إلى طوفان من التخيل لتجربة ركوب المصعد الكهربائي. وإضافة إلى ذلك هناك العلاج النفسي الذي يقوم على تعديل التفكير السلبي، وهو يحتاج إلى عدد من الجلسات مع المعالج النفسي.